إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وجعلهم شعوبا وقبائل . قال تعالى :
(( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ))
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
(( ليس من رجل أدعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر , ومن أدعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار ))
وفي كثير من الأحيان يحصل التداخل وتحصل الدعوى عن طريق التشابه بالألقاب أو الأسماء وأكثر ما يحصل ذلك في العشائر والأسر التي تحمل ألقاب المهن ومع ذلك لا يكون هناك أي علاقة بين العوائل من حيث النسب ولكن اللقاء هو في اللقب فقط .
فيحصل الخلط عند غير العارفين , وأحيانا أخرى يكون الخلط مقصوداً .
فأردنا أن نبين التشابه الذي حصل حول السادة المعامرة (( آل جبر الشدة )) مع من يحمل نفس اللقب وبالحقيقة لا صلة قرابة بينهم .
- السادة المعامرة آل جبر الشدة , هم أبناء السيد حسن الملقب جبر الشدة بن السيد عبد الرحمن المشهود له بالصلاح والتقوى كأبيه وأجداده السيد عبد الرحمن البصري المولود 875 في البصرة والمتوفى 916 هـ في البصرة بن السيد حسين العراقي المولود 853 في البصرة والمتوفى 892 هـ بن السيد إبراهيم الرقي المولود 834 هـ في البصرة والمتوفى 893 هـ في الرقة بن السيد محمود المولود 816 والمتوفى 873 هـ في البصرة بن السيد عبد الرحمن شمس الدين الصيادي الرفاعي المتوفى عام 839 هـ .
وهو دفين متكين من أعمال خان شيخون جانب ضريح جده عز الدين الصياد .
ولقد أعقب السيد حسن ( الملقب جبر الشدة ) أربعة أبناء وهم السيد محمد وتلقب ذريته بالسادة الجواعنة ومساكنهم في العراق وسورية .
أما أخوته الثلاثة فهم السيد سلمان وذريته في الموصل وعداية والسيد ياسين وذريته في الموصل وقرية أو وجنة والسيد شبيب وذريته في سورية في الحسكة والرقة .
وتلقب ذرية الثلاثة المذكورين بالسادة المعامرة .
وقد لحق بهم هذا اللقب لحادثة حصلت معهم يعرفها أبناء هذه العشيرة ألا وهي أنهم أرادوا بناء مسجد في إحدى مناطق الموصل ولم يجدوا بناء " وباللغة العامية معمرجي أو معمار " فاخذوا يبنون المسجد بأنفسهم حتى أتم الله بناء ذلك المسجد على أيديهم وكانت هي تجربتهم الأولى في البناء , ولكن أدائهم كان جيدا ولفت انتباه الناس الآخرين فلقبوهم بالمعامرة وسرى عليهم هذا اللقب حتى أصبحت ذريتهم تعرف بالمعامرة . ولكنهم معروفين عند أهل المنطقة من أنهم السادة المعامرة آل جبر الشدة وما دفعنا إلى هذا التوضيح هو وجود تشابه ألقاب بينهم وبين من يلقب بالمعامرة , وما سنذكره الآن من العوائل لا علاقة لهم بالسادة المعامرة آل جبر الشدة (( التي يعود نسبنا إليها )) من قريب ولا من بعيد , إنما فقط اللقب واحد
فلقد ذكرت قبيلة المعامرة في موسوعة عشائر الجزيرة والفرات بين الماضي والحاضر ص 166 , ما نصه :
( عشيرة المعامرة تعتبر نفسها من الجبور , ويزعمون أنهم أبناء عامر بينما يعتبرهم الجبور الأصليون من لواحقهم , ولا يمتون إليهم بصلة من حيث النسب وهم يسكنون وسط الجبور ) .
ويذكر مصدر آخر وه معجم قبائل العرب . المجلد الثالث , ص 1116 للكاتب عمر رضا كحالة , ما نصه عن المعامرة :
( والمعا مرة في الحلة من زبيد ويقطنون في ناحية المحا ويل على القناة ويقطن قسم آخر على قناة النيل , وقسم ثالث في بزايز , قناة اليوسفية ) .
ولقد ذكر المحامي عباس العزاوي في كتابه عشائر العراق المجلد الثالث ص 53 , ما نصه :
( المعامرة في المحا ويل والمسيب من زبيد ويسكنون مع الجحيش , نخوتهم أخوة سلمة , وفرقهم كثيرة ومتداخلة بحيث أستقل بعضها عن بعض , ودخلهم غيرهم , وهم " البو شريعة , البو حامد , والبو حمير )
ويذكرهم أيضاً الكاتب أحمد شوحان في كتابه معجم العشائر الفراتية , ص 424 , ما نصه :
( المعامرة في دير الزور , ينتسب بعضهم إلى زبيد وبعضهم يقول أنهم من السادة والبعض يرى أنهم من السادة والبعض من زبيد والظاهر أنهم فرق كثيرة ولا يستبعد أن يكون بعضهم سادة لميلهم الشديد إلى البو حديد , أبناء السيد عجان الحديد بدير الزور وبعض المعامرة يزعم أن البو حديد منهم وهذا ما يدل على أن المعامرة حلف وليست عشيرة مستقلة بذاتها ) .
وقد ذكر الكاتب إبراهيم أحمد المقحفي في كتابه معجم البلدان والقبائل اليمنية الجزء الثاني ص 1569 ما نصه :
( المعامرة بطن من زبيد ثم من مذحج , النسبة إليهم : معمري ومنازلهم في مديرية المخامن من أعمال محافظة تعز في قرية اسمهم إلى يومنا , ومنهم طائفة هاجرت أيام الإسلامية واستوطنت الحلة بالعراق ) .
وذكر أيضاً في معجمه في نفس الصفحة ما نصه :
( والمعا مرة قرية في جبل الشراقي من أعمال حجة تقع غربي شهاوى وقد سميت نسبة إلى قبيلة آل معمر بن الحارث الوداعي . )
وقد ذكر أيضاً ما نصه .
( والمعا مرة هم آل عمار من قبائل شاكر من دهمه , يسكنون مديرية بدبده في محافظة مأرب )
وقد ذكر أيضاً في معجمه ما نصه :
( والمعا مرة من قرى قبيلة الحميرات أحدى قبائل ذو حسين بن غيلان في الجوف تقع بجوار بلدة الواغرة ) .
وقد ذكر النسابة ثامر عبد الحسن العامري في كتابه موسوعة العشائر العراقية المجلد الثالث صفحة 202 ما نصه :
( وعشيرة المعماريين التي يطلق عليها البعض اسم المعامرة وهو اللقب الذي أطلق على جدهم الكبير سليمان وذريته , وأن عشيرة المعامرة هذه ينتسب أبناؤها إلى السادة الحسينية وقد توزعت منازلهم في ديالى ونينوى وعين زالة ) .
وهناك أيضاً آل معماري في لبنان وهم مسيحية وآل معماري في دمشق ولهم أبناء عمومة لا يحملون هذا اللقب , وهناك أيضاً ما ذكره الكاتب أحمد عبد الرضا كريم في كتابه الأنساب المنقطعة , حيث عد المعامرة مع بني خالد .
إذا فهناك معامرة طيء ومعامرة زبيد ومعامرة بني خالد ومعامرة سادة ومعامرة في اليمن قحطانية , فلذلك فإن لقب (( المعامرة )) إنما هو أسم مهنة أطلقت على جميع من مارس هذا العمل وهو (( البناء )) . وليس اسماً دالاً على عشيرة تعود لرجل واحد .
وهنا لا بد لنا من التوقف وإزالة الالتباس الذي يقع فيه البعض لأن الكتابة عن النسب لا يجوز التخبط فيها والضرورة تدعو لحل ما أشكل , فنقول أن الأسماء والألقاب تتشابه ولكن الجذور والانتماءات متعددة ومختلفة وجميع الذين ذكرناهم لا يمتون لبعضهم بأية صلة قربى , ومثل هذا كثير عند العرب وله تفسيره وموضعه .
وكما يقال في المثل الشعبي :
(( مو كل أحمر معماري ))
وتفسيره أي ليس كل من اتصف بحمرة من المعامرة وقد أطلق هذا اللقب عليهم لتشابه ألقابهم ومسمياتهم .
خالد الموسى المعماري آل جبر الشدة